رؤية تحليلية للقاء الفهود والرهيب بكأس أوريدو

سيناريو اللقاء يؤكد غياب المنطق والعبرة بالأداء

العامل النفسي أفاد الريان وأضر بالفهود

الفهود نجوا من خسارة مهينة إلى فوز مخجل

المباراة درس للاعبين وجرس إنذار للجهاز الفني

استمرار الإعتماد على براهيمي يفقد الفريق هويته الجماعية

بصمة بولاية تزداد وضوحا وبلفضيل بحاجة لمزيد من التركيز

شوط مر وآخر حلو ــ تغيير طريقة اللعب بداية جيدة

الدوحة -قطر|لم يكن أحد يتخيل سيناريو اللقاء الذي جمع الفهود بالريان في أولى مباريات الفريقين بكأس أوريدو أن يخرج اللقاء بتلك الصورة الباهتة فنيا للفهود لاسيما بالشوط الأول الذي يعتبر شوطاً مراً على كل غرفاوي بغياب أي هوية فنية وفي ظل أفضلية فنية لشباب الريان وكانت تلك المباراة خير دليل على أن كرة القدم لاتعترف بالمنطق وفقط العبرة بالأداء ولايمكن التنبؤ بأي نتيجة مسبقا استنادا على اعتبارات التاريخ أو فارق الامكانيات الفنية بل مايقدمه اللاعبون داخل المستطيل الأخضر هو المعيار والعنصر الأكثر حسما في نتيجة المباريات .

العامل النفسي والدرس المستفاد

أكدت المباراة أن الإعداد النفسي للاعبين قبل المباراة ثم الحالة النفسية التي يكون عليها اللاعب أثناء المباراة تمثل عنصرا أساسيا من عناصر الفوز وفي لقاء الريان بكل أسف لعب العامل النفسي دورا سلبيا في أداء لاعبينا حيث من الواضح أنه منذ استلام مدير الفريق للأسكور شيت لتعبئة أسماء اللاعبين أو أثناء قيام لاعبي الريان بعمليات الإحماء اتضح للجميع أن الريان يشارك بتشكيلة شبابية وهنا بدأ التعامل مع المباراة على أنها مباراة سهلة والفوز مضمون وربما البعض تصور أن سيناريو الدحيل والمرخية سوف يتكرر أمام الريان.

ولكن بكل أسف حدث العكس وكان شباب الريان أكثر استعداداً من  الجانب النفسي للمباراة وكان الحافز لدى كل لاعب شاب في أن يقدم كل مالديه ليحظى بثقة مدرب الفريق الأول حافزا كبيرا ومن هنا أخذ الريان زمام المبادرة الهجومية وتقدم مرتين بينما تعادلنا نحن مرتين وللأسف بركلة جزاء والمباراة في مجملها درس مستفاد للاعبين بعدم الاستهانة بأي خصم بل العكس لابد وأن أكون أكثر حرصا أمام اللاعبين البدلاء لأن لديهم دافع كبير لاثبات الذات .

كما أن المباراة تعد جرس إنذار للجهاز الفني بضرورة تهيئة اللاعبين بشكل جيد وبالتأكيد كانت محاضرة مابين الشوطين فرصة لإعادة  تهيئة اللاعبين وتذكيرهم بأنهم سوف يخسرون ماهو أهم من النقاط الثلاث وهو ثقة الجميع بهم لخسارتهم من فريق شاب ولتذكيرهم بأن الريان طوال 7مباريات لم يحقق فوزا واحدا ولايجب أن نكون نحن أول الخاسرين من الريان .

وبالتأكيد هذا مايفترض أن يكون قد تم وهذا هو مادفع اللاعبين لأخذ المبادرة الهجومية والسيطرة على الشوط الثاني بالكامل باستثاء الركلة الحرة المباشرة التي جاء منها الهدف الثالث لنصل في النهاية لشوط ثاني حلو بينما كان الشوط الأول شوطاً مراً لعبا ونتيجة ولو كنت مدربا للريان لوجهت الشكر لكل اللاعبين وصرفت لهم مكافأة أداء وعلى الجانب الأخر لو كنت مدربا للغرافة لعنفت اللاعبين عقب المباراة بعتاب شديد لأنهم كانوا قاب قوسين أو أدني لمواجهة خسارة مشينة تحولت لفوز باهت مخجل لايتناسب مع فارق الامكانيات بين الفريقين .

براهيمي والهوية الجماعية

لايختلف اثنان على الجهد الكبير بدنيا وفنيا الذي يبذله النجم ياسين براهيمي في صفوف الفريق ورغم أنه يملك من  المهارات الفردية الكثير ورغم تأثيره الإيجابي فنيا لدرجة تشعرك أنه الأبرز بلا جدال الا أن استمرار الاعتماد على براهيمي كلاعب وحيد بيده كل مفاتيح اللعب وكل الطرق المؤدية لمرمى الخصم يظل أمرا سلبيا خطيرا لاسيما في ظل نجاح المدافعين في الحد من خطورته أو سواء بفقدانه للمخزون البدنى من جراء استمرار الجري بالكرة ومحاولة الحفاظ عليها في ظل ضغط بدني كبير من المدافعين الأمر الذي يفقده الكثير من طاقته البدنية بجانب احتمالات الاصابة وبكل أمانة براهيمي ليس لاعبا فرديا كما يتخيل البعض بل بالفعل هو لاعب جماعي يحاول توظيف امكانياته لمصلحة الفريق ولكن للاسف حتى الآن لازال عنصر الجاهزية البدنية مؤثر بشكل كبير على تجانس براهيمي مع بلفضيل وبولاية وأيضا فقدان لاعبي الوسط للمساندة الهجومية .

وتخيل عزيزي القارئ الهدف الرابع الذي سجله أندريا لماذا تم تسجيله الاجابة ببساطة لأن  أندريا تقدم لمستوى المهاجمين ومرر لبراهيمي ثم تلقى تمريرة بلفضيل ليسدد ويسجل والسؤال هنا كم مرة وجدنا أندريا في تلك المنطقة ؟! والاجابة مرة واحدة وأيضا كم مرة وجدنا عبد الله الساعي للآسف .. ولا مرة ، إذاً نحن نفتقد لبعض الجوانب الفنية التي تؤثر سلبا على الأداء الجماعي للفهود هذا شق خاص بلاعبي الوسط وهناك شق أخر بالمساندة الهجومية من الأجناب ، فلم نجد دوراً فعالاً للجانحي يمينا ولا لظهيري الجنب أيوب وجاسم فهد ، والخلاصة عدم قدرة بعض اللاعبين على أداء أدوارهم دفاعا وهجوما هو مايؤدي إلى  غياب الأداء الجماعي للفريق ككل .

بولاية وصناعة اللعب

أنا شخصيا أرى أن فريد بولاية هو اللاعب الذي كان يحتاجه الغرافة في نصف الملعب لأن بصمته الفنية على الفريق تزداد وضوحاً من مباراة لأخرى مع التأكيد على أنه يملك أكثر مما يقدم وأن ماننتظره منه مرهون بمدى استعادته لجاهزيته البدنية من كثرة المشاركة بالمباريات فهو لاعب مهاري قادر على الاحتفاظ بالكرة تحت ضغط الخصم ليس لديه تمريرات خاطئة كثيرة ويملك القدرة على المناورة بالكرة كما يتميز بالتمريرات القصيرة البينية والطولية العكسية ولديه نزعة هجومية جيدة كما يجيد اللعب في اليمين واليسار والعمق وقادر على الوصول لمستوى المهاجمين والربط مع براهيمي وبلفضيل ، إذًا  فهو لاعب لديه شكل وهوية لم تكن موجودة لدى الغرافة وهو بحق في طريقه لأن يكون صانع ألعاب الفريق .

بلفضيل والجاهزية الفنية والذهنية

مايقدمه رأس الحربة اسحاق بلفضيل في ظل مايتاح له من فرص  تهديفية يعد مردوداً أقل إيجابية قياسا لسيرته الذاتية وامكانياته الفنية والجسمانية واعتقد أن اللاعب بحاجة لمزيد من انقاص الوزن ثم بحاجة لمزيد من التدريبات الفردية داخل منطقة الجزاء وخارجها والربط بين كل تلك العناصر بمزيد من التركيز في إنهاء الهجمة ومن خلال متابعتي له أعتقد أنه لا يحتاج للكثير من الوقت ليؤكد أنه صفقة ناجحة مثلما هو الحال مع بولاية وفقط هو مطالب بأن يضغط على نفسه بالتدريب الفردي سواء بدنيا أو بالكرة من مختلف زوايا منطقة الجزاء ليستعيد حساسية خطف الأهداف التي تعد أهم ميزة لرأس  الحربة ونحن ندرك أن الجاهزية البدنية هى العنصر المهم لمساعدة اللاعب على تنفيذ فكره ” وزي مايقولون بالبلدي عندما يكون اللاعب جاهز بدنيا ونفسيا الكرة تطاوعه وتروح ماطرح مايوجهها”بقدمه أو برأسه ونتمنى له التوفيق في قادم المباريات .

تغيير طريقة اللعب

الحسنة الوحيدة بالمباراة أن الجهاز الفني على مايبدو بدأ في تغيير طريقة اللعب من 3/5/2 إلى  4/4/2 في حالة الدفاع تتحول الى 4/2/3/1 في حالة الهجوم وللأسف لم يكن الجانحي موفقا في الربط مع بولاية وبراهيمي كمثلث هجومي خلف رأس الحربة بلفضيل وتحسن الحال نسبيا بدخول مؤيد لكنه أيضا بحاجة للاهتمام أكثر باللمسة الأخيرة وبمحاولة استغلال مهارته الفردية وسرعة جريه بالكرة للمرور من على الجنب وليس الدخول بالكرة لعمق الملعب ثم يفقدها وسط زحمة اللاعبين وبالطبع اشراك جاسم ظهيرا ايسر وايوب ظهيرا أيمن كان فرصة لتجربة اللاعبين وتجربة الطريقة بالاعتماد على ظهيرين جنب ثابتين لكن طبعاً لم يكن أداؤهما على المستوى المطلوب لاسيما في الرقابة على الجناحين وهم  لهم العذر نسبياً ويشفع لأيوب تسجيله الهدف الثالث ولكن المهم أن يستمر الجهاز الفني على نفس الطريقة وعدم تغييرها حتى تتضح الصورة بالكامل لاسيما في ظل عودة همام كظهير أيسر يجيد اللعب هجوما ودفاعا وأيضا عودة أحمد علاء كمهاجم يجيد اللعب في العمق مع منح حرية لبلفضيل بالتحرك للخلف للربط مع براهيمي وبولاية بما يملكه الثلاثي من امكانيات فردية وتجانس جماعي.