الجوانب الفنية الإيجابية للفوز المهم على المرخية

لماذا غاب الفهود بالشوط الأول وعادوا بالثاني
استمرار تألق براهيمي وتحسن أداء بولاية أعادا الفرحة للفهود

عبر السطور القادمة سوف نتناول بالتحليل أداء نادينا سلباً وإيجاباً في لقاء المرخية وبادئ ذي بدء علينا أن نتفق على أن الفوز على المرخية تحقق في الوقت المناسب قبل التوقف الطويل انتظاراً لانطلاق نهائيات كأس العالم 2022، كما أن الفوز حافظ للفهود على مكانهم بالمربع وهو أيضا عنصر مهم رقميا ونفسيا وثالث الايجابيات أن الفوز تحقق عقب التأخر بهدف ثم العودة في الشوط الثاني بهدفين والفوز الذي يأتي عقب التأخر يكون له (قيمة كبيرة ) قيمة تعكس قدرة الفريق على العودة عقب التعثر وتعكس قدرة الجهاز الفني على علاج الأخطاء،كما تعكس التغييرات الإيجابية التي يجريها المدرب سواء على صعيد التبديلات الخارجية أو تغيير مراكز بعض اللاعبين بالملعب كما أن الفوز قد وضع حداً لمرحلة التعادلات عقب الفوز على السد بهدفين لهدف .

براهيمي وبولاية والفارق

من أهم الايجابيات الفنية هو استمرار تألق النجم ياسين براهيمي رغم محاولات إيقافه والحد من خطورته بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة،إلا أنه يؤكد من مباراة لأخرى أنه موهبة يصعب التعامل معها وإيقاف خطورتها وأهم مايتميز به براهيمي أنه قادر على توظيف إمكانياته الفردية العالية لخدمة المجموعة ورغم أنه أكثر لاعبينا استحواذاً للكرة وقيادة للهجمات إلا أنه لايمكن أن تتهمه بأنه لاعب فردي أو تتهمه بأن أداءه لايخدم الفريق فهو بكل أمانة أهم عنصر من عناصر قوة الفهود ليس فقط فنياً بل أيضا نفسياً لأنه لايبخل بجهده وعطائه السخي على أداء أدوار دفاعية فوق متطلبات مركزه وهو بذلك يمثل نموذجاً لكل زملائه بأنه رغم قيمته الهجومية الفنية إلا أنه يؤدي دور دفاعي يعكس رغبته القوية في رفض الخسارة والرغبة الأقوي لتحقيق الفوز والعنصر الفني الثاني الذي كان تأثيره واضحا في الفوز هو فريد بولاية الذي تحسن أداؤه البدني والفني ولعل تحسن لياقته نسبيا هو ماساعده على أن يقدم أفضل مبارياته منذ مشاركته مع الفهود فكان مؤثرا بتمريراته القصيرة والطولية ومن إحداها احتسبت ركلة الجزاء وجاء الهدف الثاني كما كان بالشوط الثاني تحديدا قريبا من براهيمي وربط معه في أكثر من هجمة ويحسب له مع بداية الشوط الثاني تقدمه لمنطقة الجزاء وتسديدته لعرضية عمرو سراج التي تصدى لها الحارس ومايقدمه بولاية يبشر بأنه يملك الكثير ليقدمه لنا في قادم المباريات .

أسباب الغياب والعودة

في كرة القدم الخسارة والفوز لايتحققان إلا بتوفر عدة جوانب فنية( فردية وجماعية ) إذا حدثت تحقق الفوز واذا لم تحدث تحققت الخسارة وهذه المقدمة هى ببساطة معيار تقييم أداء أي فريق فنياً والفهود أمام المرخية لم يكن لهم أي وجود فني بالشوط الأول لذلك كان المرخية الأفضل فنياً واستحق التقدم بهدفه الوحيد وإذا ربطنا المقدمه بعاليه على الجوانب الفنية للغرافة نجدها تبدلت للأفضل بالشوط الثاني عبر النقاط التالية:

1 ــ قلة عدد المهاجمين وغياب المساندة من الوسط

كان لغياب عدد المهاجمين بالشوط الأول سببه في افتقاد الفهود لأي قدرة على تهديد مرمى المرخية بسبب انحصار المحاولات الهجومية عبر ياسين باليسار وخروج بلفوضيل على الأجناب لدرجة أنه في بعض الأحيان لم نر أي لاعب غرفاوي داخل منطقة جزاء المرخية اثناء عرضية من سيف أو خروج بلفوضيل على أي جنب من الأجناب مما أفقد الفريق وجود عمق هجومي عبر رأس حربة في منطقة الجزاء وأيضا عدم وجود أي مساندة هجومية لا من عمق الملعب من لاعبي الوسط ولا من جهة عمرو في اليمين وبالشوط الثاني اختلف الحال كثيراً بتحسن أداء عمرو نسبياً ورأيناه يسدد من داخل المنطقة بيسراه ورأينا بولاية يسدد من عرضية عمرو ورأينا تسديدتين لمؤيد حسن ورأينا دخول إسلوم داخل المنطقة للمرة الأولى ليحصل على ركلة الجزاء ورأينا محاولات جيدة للعبة (هات وخد) بين براهيمي وبولاية وبين إسحاق وبراهيمي أسفرت عن هدف التعادل لبراهيمي وكانت المحاولة من داخل المنطقة وهذه المحاولة لم تحدث بالشوط الأول ولا مرة .

2 ــ تغييرات إيجابية

مما لاشك فيه أن دخول مؤيد حسن بديلاً لسيف كانه له أثره الجيد هجوميا ليس فقط بما قدمه مؤيد بمحاولاته في الجهة اليسرى وبتسديداته التي منحت الفريق شعوراً نفسياً بالقدرة على تهديد مرمى المرخية،كما أن وجود مؤيد بالجهة اليسرى ساهم في تنوع قدرات الفريق الهجومية وبعدما كانت كل الخطورة عبر ياسين بالجهة اليسرى أصبح لدينا فرصة لمزيد من المرونة في تحركات براهيمي في عمق وسط الملعب وساهم في أن يكون براهيمي قريبا من بولاية وبلفوضيل ليكتمل للغرافة شكل المثلث الهجومي الذي يعد من أهم عناصر فوز أي فريق ولذلك ساهم دخول مؤيد في زيادة الضغط الهجومي على دفاع المرخية وتشتيتهم في رقابة براهيمي الذي انتقل لعمق الملعب كما أن دخول الساعي بدلا من الأحرق كان تغييرا موفقا لأن الأحرق حصل على انذار ولأن دوره دفاعي بحت كان يمكن أن يحصل على بطاقة ثانية ويطرد ونخسر تغيير كما أن الساعي بدخوله قد التزم دفاعيا بوسط الملعب ولم يندفع للأمام كما كان يحدث من قبل وهذا التمركز الدفاعي بالوسط ساهم في أن يتقدم بولاية للهجوم بشكل أكثر واصبحنا قريبين من منطقة جزاء المرخية بالثلاثي الجزائري وأصبح لنا شكل هجومي أفضل .

3 ــ تحسن الشق الدفاعي

في الشوط الثاني تحسن الشق الدفاعي للفريق بشكل عام وللمدافعين بشكل خاص مما ساهم أن يحقق الفريق هذا الفوز المهم وعندما نقارن أداء الفريق دفاعيا بالشوط الأول والشوط الثاني نجد أن الفارق كبير،لاسيما وأن الثلاثي المهدي على وإسلوم وسر الختم كانوا أكثر تركيز في الرقابة الفردية على مهاجمي المرخية كما كان لعودة تهرات للدفاع وتحسن أدائه الفردي بشكل خاص سببا في زيادة الاستقرار الدفاعي للفهود ولم تكن هناك محاولات خطرة للمرخية وبشكل عام ساهم تحسن أداء الفريق هجوما ودفاعا في تحقيق الفوز لاسيما الجانب الهجومي الذي يحقق عنصرين مهمين لأي فريق وهو اثناء الضغط الهجومي يضطر الفريق الأخر للتراجع للدفاع ولا تكون لديه أي فرصة لتنظيم هجوم مؤثر وفقط يعتمد على المرتدات كما أن الضغط الهجومي للغرافة بالشوط الثاني ساهم في استقرار أداء المدافعين بعدم وجود ضغط هجومي للمرخية مما ساهم في زيادة تركيزهم وعدم حدوث اخطاء في الرقابة الفردية أو التغطية من العمق أوالجهة العكسية كما حدث في الكرة التي شتتها عمرو سراج لركنية من أمام مهاجم المرخية، وكيف كانت تلك المحاولة الهجومية الأخطر للمرخية بالشوط الثاني وعموماً كانت عودة الفهود الجيدة بالشوط الثاني وراء الفوز المهم والمستحق الذي تحقق .